الثلاثاء، 19 مايو 2009

ترويدةٌ للقدسْ


ترويدةٌ للقدسْ

هديلٌ وقافيةٌ
من نشيج اليمامِ
على ضِفّةِ القُدسِ ينتحبانِ.!!؟

هل الصُبْحُ أعْشَى ..؟؟
أم العتمُ تعويذة ٌ لاتَنام...!!؟

ألمَ ْتَرَ كيفَ
يَنِزُّ من البَوْحِ مِلْحُ
وكيفَ النَّهارُ يَشِحُّ

إذا طوَّقَ الخوفُ
مرجاً من العشبِ
لا تلعبُ الشمسُ فيهِ على قُرْبِها……!

وليس لها
أنْ تجوبَ السماءَ
وهذْرُ المدى العربيِّ خُواءْ....!؟

فمن يجمعُ الزمنَ اللَولبيَّ
يغيرُ نَوْتَةَ إِيقاعِهِ
ويرسمُ هاءَ الهديلِ
قُبَيْلَ انصبابِ الحداءْ

ويا وطني
والسهوبُ انتشارُ الحروفِ ....

سآوِي إليكْ ...!!
وأَحملُ قافيةَ الغيمِ
كي تتوضّأ في دَمْعتيكْ

تَطير إلى سِدْرَةِ الأرْضِ
ذاتَ سَحَرْ

تقيمُ الصلاةَ نَشيجاً ...
وبعضَ مطرْ .....

هديراً ودمْدمةًً ...
وصليلَ حجرْ..!

ويا وَطني
رتِّلِ الشمسَ
في سُورة العشبِ يصْحو الهديلُ ...!

ويحملُ ناصِيةَ الأُفْقِ
ألفُ جناحٍ ظليلْ
تُرَنِّمُ لحن َالرجوع العَليل

سلامٌ..
على الدار في الأوَّلينْ
سلامٌ..
على الغارِ في الآخِرِينْ
سلامٌ..
على الشرفاتِ
على الطرقاتِ
على القدسِ
وهي تلملمُ أبناءَها..!

يوسف أبوسالم
إربد - الأردن

هناك تعليقان (2):

عاشقة اليرموك يقول...

كلمات اكثر من رائعة

واحاسيس مرهفة

حببت ان اترك تعليقاتي على صفحاتك علني استقي من جدولك كلمات تلهمني للكتابة

عاشقة اليرموك

روان محمد يوسف يقول...

من الرائع أن نشاهد هذه اللوحات كلوحة واحدة متكاملة

لكن اسمح لي أن اتناول إحدى اللوحات
فقد يطيب للقارئ أن يفكك النص ليتأمل جزءا منه
كما لو تأمل زاوية دقيقة من زوايا صورة ما
ليتفرج على تفاصيلها بطريقة خاصة
فقد شدني اللون الرمادي
في استهلال القصيدة

فالمقطع الأول هديل وقافية

حتى .. لا تنام

مقطع امتلأ بالشجن
وصور المشهد الأول للحكاية
وكأنها بداية عرض حزين لونته بقلم رصاص
بدت الكآبة على طائرين مطرقين إلى الأرض
يقفان على ضفتي ألم

كان الطائران هديل القدس وقافية الأسى
في صبح أصابه العمى فلم يعد صبحا
وتوشح المشهد بالسواد والليل السرمدي الذي لن تشرق فيه شمس

وهذا المشهد اللوني الحالك تتسلسل منه أصوات نحيب
يسمع في العتمة الموغلة في أعماق الليل
وكأنها لا تريد أن تتوقف
الحقيقة أن هذا مشهد يهز الأعماق
مشهد البداية أم النهاية؟؟
بل ربما كان بداية النهاية الأبدية
التي لا تفتأ تنتظر الفجر الغابر

هكذا وضعتنا أمام استهلال بديع
قلما نحظى بمثله لنتابع العرض بكافة صوره وشخوصه
والأجمل أن تمتلئ القصيدة بعد اللون الرمادي
بألوان عديدة متباينه متداخلة

ثم تختم من حيث انتهت
ويسود الظلام ويعتم المسرح من جديد
لتكون النهاية.. سلام على الشرفات..
سلام على الطرقات....

على القدس وهي تلملم ابناءها
هذا الختام الحزين
كما لو أنه أكمل الصورة في براعة متناهية
لتكتمل اللوحة الفنية الخالبة