الجمعة، 22 مايو 2009

أُحبُّـكِ واللهُ أَعْلـَمْ





تَقُولُ العَصَافيرُ في سِرِّهَا
بِأَنّـي أُحِبُّـــكِ واللهُ أَعْلَــمْ

لأنّي حَمَلْتُ لَكِ الأُغْنياتِ
عَلى رِيشِ بُلبُلَـــةٍ تََتَبَـّسمْ

وعلّمتُها كيفَ يَخْفِقُ قلبي
وكيفَ يَمُـوجُ ولا يتعلّــــمْ

ولَوّنْتُ أَسْرَابَها بِالصَّباحِ
فَرَاحَتْ بِمِنْقَارِهَـا تَتَلَعْثَـمْ

لِذَلكَ قـالتْ لأَفْـرَاخِهـَـا
بِأنّي أُحِبـُّكِ واللهُ أَعْلَـمْ

وَقَالَتْ فُصُـولٌ لِأَتْرَابِهَــــا
أَتَدْرُونَ مَاذَا يقولُ المَطَرْ

بِأَنَّ الغَمَـامَ يُخَبِّـىءُ سِـــرَاً
وتُوصِي بأنْ لا نُذِيعَ الخَبَرْ

وأنَّ الليالي التي سَهِرَتْهَا
مُطَـَّرزَةٌ بِرَشيقِ الصُّـــوَرْ

وقالتْ فُصُولٌ بِأنَّ المَوَاقِيتََ
مُفْعَمـَـــةٌ بِحَكايـَـــا أُخَـــــــرْ

ولكن بعضاً من القطـــرات
تمـرّد فيها الطلـي المنغـــم

تسلطن فيها الهطول فصاحت
بأنـــي أحبــــــك والله أعلــــم


تقول التعـــاويذ هلا سمعتـــمْ
دبيب الاشاعات في المنتهى

يقولون أن الثريـــا أحبــــتْ
فضجّتْ عليها بناتُ السهى

يصحن بها: يا ثريا أفيقـي
هنا قصـة لست أهلا لهــا

فقد سرق المستحيل الزمان
وأودعـه الزمن المشتهـى

وراح يَلـــــمُّ ثغـورَ الصبايـا
يرشُّ لها النَـدَّ كي تتبرعـــم

وحين يبوح العقيقُ المذابُ
تقـول أحبـــكِ والله أعلــــم


لماذا تقول العصافيـر أني
أحبك والفجـــر صار كثيرا

لماـذا تقـول الفصـول بأنـي
أحبك والصيف صار مطيرا

لماذا تقـول الأميرات أني
أحبك حتى غدوتُ أميــرا

لمـاذا تغيـَّرَ طعــــم الحيـــــــاةِِ
وراحت تفوح الصبايا عطورا

لأن العصافير صارت تغمغـمُ
بعضٌ تلَعْثَـمْ والبعض يفهـــمْ

فقد سَمِعَتْنِـي أقـولُ لنفسي
بأنـي أحبـــك والله أعلــــم

يوسف أبوسالم
19/ 5 / 2009

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

الأخ الحبيب والشاعر الكبير /
يوسف أبو سالم
مررتُ من هنا لأكتسب العبير من بساتين زهورك العاطرة ..قصيدٌ متألق كتبتُ فيه رأيي شِّعرا بالمنتديات وأنت تعرف رأيي في حرفك الجميل
محبتي وتقديري
همسة
(كان ردك اليوم في المربد على قصيدة الطيري يحملُ شهامة الرجال وكفى اما ان تترك الإشراف فلن نمكن أحداً من هذا
فنحن الذين بنينا هذا الموقع وكفانا أننا نقول مانريد ولا نخشى في الحق لومةَ لائم <<
أخوك/ ثروت سليم

روان محمد يوسف يقول...

سيد البيان

يوسف أبو سالم

أشد ما يلفت الأنظار للقصيدة
هو طربيتها الفاتنة الساحرة
وهذا الغناء الراقص على أوتار نغماتها المحكمة
قصيدة ملئت بالإيقاع الداخلي الفني المبتكر
وقد زاد من فتنتها الموسيقية
هذه المتلازمة (أحبك والله أعلم)
ارتكزت على ميمها الساكنة في آخرها
لتعطي نغم غنة خفيف رشيق
أولى أن يغنى وتشدو به العصافير

وعلّمتُها كيفَ يَخْفِقُ قـلبي
وكيفَ يَمُـوجُ ولا يتعلّـمْ

رغم أنني قرأت هذه القصيدة قبل هذه المرة
إلا أنني لا أجدني أتوقف أكثر إلا عند هذا البيت
إيحاء أن الحب ينبع من القلب ولا يحتاج الشعور المرهف إلى تعلمه
لأنه لا يريد أن يتعلم كيف يسكن أبدا
إنما حياته أن يموج مع الحب حيث هدر وتمايل وخفق
هكذا حال الشعور المرهف الحقيقي

شاعرنا الفنان
احترامي لقلمك المبدع