الأربعاء، 13 مايو 2009

الناعورة تفكّ جدائلَها






إفْــرِدْ قلوعَكَ وانشرها على سُفنـي
واستفـتِ بَحْركَ يطويـني ويهدُرُنـي

وشاوِرِ النجـمَ هـلْ أسمـو فأسْلُكُـهُ
أم يرسل الضــوءَ مدراراً فيسلكنـي

هلاّ أتـــاكَ حديثُ الشــوقٍ أَعزٍفُــــــه
بالجمر يصخـبُ في نبضي ويعزفُــني

ألـم يقــــلْ لك أنّ النـــــومَ أهجـــــرُهُ
والنومُ عندَ خفـوقٍ الوجـدِ يهجــرني

وحينَ أرســمُ فـي عينيــك نافذتـــــي
عيناك في شرفــات الغيب ترسمُــني

والطفـلُ في وجهـك الصـوفيّ ألثغُـهُ
يا ما أرقّ الهـوى لـو راح يلثغنــي

كانت قوافيـــك إن باحـتْ أُلَعْثمهــا
والآنَ تمْـخُرُ في بوْحــي تُلَعْثمنــي

من أنت سـربٌ من الحسُّـون رفرفـهُ
قلبـي فــراحَ بأشجـانـــي يرفرفنـــي

هل أنت ناعــورةٌ فَـكـّتْ جدائلَهــــــا
وذرذرتْ عطــرَها الفـاغي فذرذرني

أم أنت ميلادُ أحقـــــابٍ أُبايٍعُهــــا
عمـــري فأسكـنُ أحقاباً تبايعنــي

ومَنْ أنا شاعــرٌ سَوْسَنْتِ مُطْلَقَـــهُ
فراح في أقحوانِ الثغـــر يطلقنـــي

وهل أنا شرفـــةٌ قد ضـــلّ هاجسُهـا
أم استبانتْ رؤاهــا وهي تهجســني

أنا الغـــويُّ الذي زنـــداهُ ثرثرهــــا
خَصْـرٌ إذا ما تثنّـى البَــوْحُ ثرثـرني

وراح يشربُ من نعمــــــاء داليــةٍ
قطوفُهـا دانيـــــاتٌ وهي تشربنــي

وباتَ يأوي إلى عينيـك يسكـرها
والأعـينُ النُجْـلُ تسبيني تسكرني

فاصْفَحْ عن الكحـلِ والأجفانُ تسفكه
في مفرداتي وأعصابــي فيسفكنــي

ونرجـسِ الوجنةَ العـذراءَ إن رهشتْ
لعلهــا وهـــي تكوينــي تُنَرْجسنـــي

لَـــوْزُ العيـــون الخلاسياتٍ أســردهُ
حتى الثمالـة في كأسـي فيسردنــي

لعلني في ذهـولــي رحــتُ أعتقُـــهُ
وكلما (سرسبَ) الأشواق يعتقنــي

أنت الظبـاء الـتي من بينها شَـرَدتْ
غزالــــةٌ في قــرارِ المسـك تغزلنـي

حمامـةٌ أنتِ نبـض القلب يهدلهــا
سبحــان تسبيحها أيـــان يهدلـني

أيقونــــةٌ نعثتنــي فـــي كنانتهـا
فبِـتُّ أُوقَـــدُ والأســرارُ تنعثنـــي

أنت انقطاف الهوى في حضن موعده
يا مـن أبيــــع لها الدنيــا وتقطفـنـــي




يوسف أبوسالم 6-4-2009

ليست هناك تعليقات: