الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

لابد من غزة..






تتكوثرُ الكلماتُ
تنْضو عن فَوَاصِلِها
فلولَ الزيفِ
أقنعةَ التخفّي
حيــرةَ الدحنونِ
يا غـــزة


تتعانقُ الأضدادُ
معلنةً بزوغَ الفجرِ
من رَحِمِ الدمِ القاني
يزنّرُ بالهديرِ البكرِ
أمواجاً ....من العــزّةْ


هنا ...
لا وقتَ للنحوِ الهجينِ
ولا بكاءَ على طَلَلْ


لا وقتَ
كي تتخلّلَ السعفُ الدخيلةُ
في سموقِ النخلِ
إنّ عذوقهُ تسمو
على سقْفِ المدَى
تتخاصرُ الغيماتُ فيها
وهي ترمقها بوعدٍ
من بللْ


هنا ...
لا ظلّ إلا للسيوفِ
ولا مكانَ
لفارسٍ نَسِيَ الصهيلَ
ففي ثرى غزة


تروي الدماءُ النازفاتُ
قصائداً من سندسٍ أخضرْ


من بيرقٍ
مازال يمتشقُ السماءَ
ومطلقٍ يسهرْ


من زمزمٍ
فاضتْ زنودٌ
في مواسمهِ معاً
بوركتَ يا حمزةْ


وأتون عزمٍ
قُدّت النيرانُ من جنباتها
تختال مهتــزّة


الآنَ يا غزة
حطّي على الزيتونِ
يبرُقُ زيتُهُ
وينزّ من أغصانهِ
نهرٌ تعمّدُهُ المشاعلْ


وعلى فناءٍ طافحِ المَدَياتِ
يحتضنُ الفضاءَ
تزغردُ الدارُ العتيقةُ
طاردتْ فيها
المُسوّمةُ الأصائل




حُطّـي على الحاراتِ
في العتباتِ
إنّ صبيةً مثل النَّدَى
أشلاؤها ...
مُزِجتْ بأكوام الركامْ


وهديلُها ...
مازال يشخُبُ جرحُهُ
وسطَ الخرائبِ والزحامْ


ويصيحُ
في الأرضِ الحرامْ
وعلى رفوفٍ ساجياتٍ
مِنْ حَمَامْ
لابد من غــزة
لا بد من غــزةْ

2009

نجوى في حب مصر


صَبَاحَ الضُّحَى
مُثْقَلاً بِالْوُرُودِ
تَكَوَّمَ فِي رَفَّةِ الشَّاطِئَيْنِ
مُنَدَّى



صَبَاحَ الْهَدِيلِ
الذي يَتَقَافَـزُ فِي الْعَطَفَاتِ
عَقَيقَاً ...وَشَهَدَا



صَبَاحَ الْمَـآذِنِ
وَهْيَ تَشُقُّ عَنَانَ السَّمَاءِ
تُرَتِّـلُ سُورَةَ حُبُّكِ
عِتْقَاً وَوَجْدَا



فَيَا مِصْرُ إِنِّي قَلِيلٌ
وَلَكِنَّنِي حِينَ يَغْمُرُنِي
رَهَفُ النِّيلِ أَغْدُو كَثِيرَا



وَحِينَ يُزَنِّـرُنِي الْعِتْقُ
فِي ذِكْرَياتِ الْحُسَينِ
يَلوبُ النَّدَى فِي دَمِي
فَـأنِـزُّ بُخُورَا



أَنَا يا حَبِيَبةُ يا مِصْرُ
صِرْتُ لِأَنْغَاِم صَوْتِكِ
بَعْضُ صَدَى



وَصِرْتُ
وَقَدْ عَلّمَتْنِي ضِفَافُكِ
نَارَ الْهَوَى مَوْقِدَا



ذَرَيِنِي
أُسَافِـرُ فِي الشَّمْسِ
حِينَ تُعَانِقُ شَجْوَ نَخِيلِكْ



ذَرِينِي
تُمَوْسِقُنِي ( قِصَّةُ الْأَمْسِ )
فِي هَذْرِ نِيلِكْ



ذَرِينِي
تُعَاتِبُنِي ( ذِكْرَياتٌ )
تَنَاثَرْنَ قَطْرَا بِطُهْرِ سَبِيلِكْ



لَقَدْ كُنْتُ
لا أَعْرِفُ الْحُبَّ
لَكِنَّنِي حِينَمَا مَسّنِي
رَهَفٌ مِنْ شِغَافِكِ
صِرْتُ خَلِيلِكْ



وَكُنْتُ وَحِيدَاً
فَأَسْكَنْتِنِي فِي وُرُودِ الْجِنَانِ
وَمَا نَسِيَتْنِي طُلُولِكْ



وَكُنْتُ احْتِمَالاً
فَصَيَّرْتِنِي وَاقِعَا عَبْقَرِياً
شَهِيَّ الْمَلامِحِ حِينَ يُشَنْشِلُنِي
باِلعُرُوبَةِ..صَوْتُ صَهِيلِكْ



فَلَنْ يُغْرِقَ الْمَدُّ
شَجْوَ السَّواقِي النـَّدِياتِ
وَهْي تُدَنْدِنُ ( شَمْسَ الأَصِيلِ )
بِأَمْواجِ نِيلِكْ



وَلَنْ يَصْمُتَ الكَوْنُ
مَادَامَ يَهْدُرُ فِي كُلِّ لَحْنٍ
وَأُغْنِيَةٍ عُنْفُوَانُ صَلِيلِكْ



تَظَلَّينَ يا مِصْرُ
حَرْفَاً بِكُلِّ الْقَوَافِي
التِي زَقْزَقَتْ
فِي نَجِيِّ هَدِيلِكْ



وَتَرْحَلُ
كُلُّ النُّجُومِ..وَعَصْفُ الْغُيُومِ
وَكُلُّ الْمَدَائِنِ وَالْعَادِيَاتِ
وَكُلُّ التَّوَارِيخِ يَا مِصْرُ
قَبْلَ رَحِيلِكْ....!!!؟؟؟
4-11-2007

الجمعة، 22 مايو 2009

أُحبُّـكِ واللهُ أَعْلـَمْ





تَقُولُ العَصَافيرُ في سِرِّهَا
بِأَنّـي أُحِبُّـــكِ واللهُ أَعْلَــمْ

لأنّي حَمَلْتُ لَكِ الأُغْنياتِ
عَلى رِيشِ بُلبُلَـــةٍ تََتَبَـّسمْ

وعلّمتُها كيفَ يَخْفِقُ قلبي
وكيفَ يَمُـوجُ ولا يتعلّــــمْ

ولَوّنْتُ أَسْرَابَها بِالصَّباحِ
فَرَاحَتْ بِمِنْقَارِهَـا تَتَلَعْثَـمْ

لِذَلكَ قـالتْ لأَفْـرَاخِهـَـا
بِأنّي أُحِبـُّكِ واللهُ أَعْلَـمْ

وَقَالَتْ فُصُـولٌ لِأَتْرَابِهَــــا
أَتَدْرُونَ مَاذَا يقولُ المَطَرْ

بِأَنَّ الغَمَـامَ يُخَبِّـىءُ سِـــرَاً
وتُوصِي بأنْ لا نُذِيعَ الخَبَرْ

وأنَّ الليالي التي سَهِرَتْهَا
مُطَـَّرزَةٌ بِرَشيقِ الصُّـــوَرْ

وقالتْ فُصُولٌ بِأنَّ المَوَاقِيتََ
مُفْعَمـَـــةٌ بِحَكايـَـــا أُخَـــــــرْ

ولكن بعضاً من القطـــرات
تمـرّد فيها الطلـي المنغـــم

تسلطن فيها الهطول فصاحت
بأنـــي أحبــــــك والله أعلــــم


تقول التعـــاويذ هلا سمعتـــمْ
دبيب الاشاعات في المنتهى

يقولون أن الثريـــا أحبــــتْ
فضجّتْ عليها بناتُ السهى

يصحن بها: يا ثريا أفيقـي
هنا قصـة لست أهلا لهــا

فقد سرق المستحيل الزمان
وأودعـه الزمن المشتهـى

وراح يَلـــــمُّ ثغـورَ الصبايـا
يرشُّ لها النَـدَّ كي تتبرعـــم

وحين يبوح العقيقُ المذابُ
تقـول أحبـــكِ والله أعلــــم


لماذا تقول العصافيـر أني
أحبك والفجـــر صار كثيرا

لماـذا تقـول الفصـول بأنـي
أحبك والصيف صار مطيرا

لماذا تقـول الأميرات أني
أحبك حتى غدوتُ أميــرا

لمـاذا تغيـَّرَ طعــــم الحيـــــــاةِِ
وراحت تفوح الصبايا عطورا

لأن العصافير صارت تغمغـمُ
بعضٌ تلَعْثَـمْ والبعض يفهـــمْ

فقد سَمِعَتْنِـي أقـولُ لنفسي
بأنـي أحبـــك والله أعلــــم

يوسف أبوسالم
19/ 5 / 2009

الثلاثاء، 19 مايو 2009

ترويدةٌ للقدسْ


ترويدةٌ للقدسْ

هديلٌ وقافيةٌ
من نشيج اليمامِ
على ضِفّةِ القُدسِ ينتحبانِ.!!؟

هل الصُبْحُ أعْشَى ..؟؟
أم العتمُ تعويذة ٌ لاتَنام...!!؟

ألمَ ْتَرَ كيفَ
يَنِزُّ من البَوْحِ مِلْحُ
وكيفَ النَّهارُ يَشِحُّ

إذا طوَّقَ الخوفُ
مرجاً من العشبِ
لا تلعبُ الشمسُ فيهِ على قُرْبِها……!

وليس لها
أنْ تجوبَ السماءَ
وهذْرُ المدى العربيِّ خُواءْ....!؟

فمن يجمعُ الزمنَ اللَولبيَّ
يغيرُ نَوْتَةَ إِيقاعِهِ
ويرسمُ هاءَ الهديلِ
قُبَيْلَ انصبابِ الحداءْ

ويا وطني
والسهوبُ انتشارُ الحروفِ ....

سآوِي إليكْ ...!!
وأَحملُ قافيةَ الغيمِ
كي تتوضّأ في دَمْعتيكْ

تَطير إلى سِدْرَةِ الأرْضِ
ذاتَ سَحَرْ

تقيمُ الصلاةَ نَشيجاً ...
وبعضَ مطرْ .....

هديراً ودمْدمةًً ...
وصليلَ حجرْ..!

ويا وَطني
رتِّلِ الشمسَ
في سُورة العشبِ يصْحو الهديلُ ...!

ويحملُ ناصِيةَ الأُفْقِ
ألفُ جناحٍ ظليلْ
تُرَنِّمُ لحن َالرجوع العَليل

سلامٌ..
على الدار في الأوَّلينْ
سلامٌ..
على الغارِ في الآخِرِينْ
سلامٌ..
على الشرفاتِ
على الطرقاتِ
على القدسِ
وهي تلملمُ أبناءَها..!

يوسف أبوسالم
إربد - الأردن

جوادٌ من صهيل الشامْ






لمن أبقيتِ
حبّات الندى ...تسكرْ
لمن تُمْطِـرْ


لِمَنْ أبقيتِ....
ليلاتِ على شرفاتها....
تَسهرْ


وقد راحتْ ..بداياتي
توشوشُ في جنونِ الحبِّ....
أضواءً الغـد الآتي
وصَهلَلَةََ النهاياتِ


أراودُ لونَ حدسي
عن صدى شطآني الأولى
وعن رمل المواويل
الذي قد بات مغلولا


فتمتشق المدى نفسي
وأشربني....
فأصحو في لظى كأسي
وحين الحاضر المأمول
يمارس لعبة المجهولْ
ويحملني إلى أمسـي
أحبيني


أحبيني
لأنثر فيك أيامي
وأكتم جرحي الدامي
وأسرق من سواهي الجفن
أحلامي

وأسرج في جِنانِ صِباكِ
بعض جموحيَ الظامي


أنا ...
يا حُلوةَ الحلواتِ
زوبعةٌ خرافية


أساطيرٌ من ألعربان..

صوفية ...
وأمطارٌ سرابيةْ


فإن أحببتُ..
أغدو كوكباً أخضرْ
حروفي ..

من سلاف النار والسكر
وقافيتي وقد فجرتها ...

تهدر


ونبضي...عارم الخفقانِ
ترويهِ الحكاياتُ
وتسرُدهُ على أوتارها
القطر الطليات الشفيفاتُ


وقلبي...فارس الأحلام
جوادٌ من صهيلِ الشامْ
يطاردُ عشبك المروي
من ألحان أشعاري
يظللني يتوجني
يموج...يموجْ
إن عزفته ..قيثاري


وأنمو ...فيكِ

أنمو في خلاس الشعرْ
وأسقى من خوابٍ بِكْرْ
رحيق الثغرْ


أنمو في أمطار سمائك
أنمو ..في خارطة شرودك
في فصل الصيف المتبادل
بين الثغر وبين ورودك

في زمزم ناعورة مائك
تلك المارشقتني يوما
بفراتٍ من سندس ضوئك


وأغرقُ
في شهيق المسك والعنبرْ
ونفْح الطيبِ
في أقواسك المرمرْ

فتشهقني اختلاجاتكْ
وتخفقني ارتعاشاتكْ
فلا أكبرْ


فإن ذرذرتُ
في عينيكِ
ريفَ العمرْ
وخبأني ..
بنيراني ...
رفيفُ الصدرْ

أحبيني ...!
أحبيني ...!

أحبيني ...!


يوسف أبوسالم

إربد - الأردن

السبت، 16 مايو 2009

ترويدة ....لمحمود درويش





تمهّـلْ....تمهّـلْ
سنقرؤكَ الآنَ
سِفْـراً جديدا.!

ستقرؤكَ السندياناتُ ثانيةً....
من شقوقِ المنافي
التي صَدَعَتْ بالغيابْ ...!؟

لقد كنتَ
حين تسربلَكَ النفيُ
حتـى توهّجْتَ
أكبرَ منـَّا ...!!

وأصبحتَ
حين ترجّلتَ
حتى تفشّيتَ
أكثَرَ ...فينا ..!؟

فنم
أيها الفارسُ العفويُّ
قريراً ...شهيدا
فأنتَ الجموحُ
الذي اندلع اليومَ
حين تركتَ الحصان َوحيدا ..

وأنت الجروحُ
التي انفتقتْ
وهي تشخُبُ في ضفّتيها
ورودا ...!

وأنتَ الطموحُ
الذي ولدتك
طيورٌ من الرعْدِ
حتى تعودا ...!!؟؟

تمهّلْ
أرى الآن زيتونةً
تذرفُ الزيتَ
في حَضْرةِ الموتِ
أنقى...!!

وظلّكَ وهو يسيّجُ
قنطرة الشمسِ باقٍ
ولكن مَدّك في خضرة العشبِ
في شرفات المرايا
ورائحة البرتقالات
في لون كل الفراشات
أبقى...!!

لقد كنتَ طفلا شقيا
ولكن كل الدموع
التي شيّعَتكَ
وكل الجموع التي حملتكَ
وكل نشيج المواويلِ
وهي تواريكَ
أشقى...!

فسَبِّـلْ عيونَكَ..
مُـدَّ يديكْ ...
تحَنّيكَ ... ترويدةٌ
أنتَ فيها وما زلتَ
تعبق في زهرة اللوزِ
في نكهة الأقحوانِ
وفي كِسرة الخبزِ
أكثرَعِتقا...!!

يوسف أبوسالم
16-8-2008

الجمعة، 15 مايو 2009

ِما أرقَّ اللقاءَ بعد الفراقِ

رعشَــةٌ في الجِنــانِ والأحْـداقِِ
أهو الخوفُ أم شَغوفُ التــلاقِ

فاضطربنا أَنوسِعُ الكونَ خَفقــاً
أم نَفُـضُّ احتدامنـــا بالعنـــــاقِِ

أم نُريقُ الشموسَ في منتهانـــا
فيمــــوجُ اللقـــاءُ بالإحتـــــراقِ

يعترينـــا من الفيوضِ اختلاجٌ
طاعنُ الشوقِ مُتْرعُ الآفـــــاقِ

يا حبيبـي وُلــدتُ حينَ التقينــا
ما أرَقَّ اللقـاءَ بعدَ الفــــــراقِ

نحـن إلفـانِ ضمّنــا عبقـــريٌّ
من شروقٍ يعِـــجُّ بالإشـــراقِ

نحن وِرْدانِ رتّلتنـا شُفُــــوقٌ
فانسربنــا في شرفة الأفـلاقِ

وفتحنـــا في اللانهـائيِّ بابـــاً
وانْعتقنا في جـــــذوة الإنعتاقِ

وعقدنـــــــا مع الزمـان اتفاقـاً
نتوارى في سُـــورة العُشّـــاقِ

قد سَمَوْنا بالروح حين عشقنــا
يالَـــهُ الحـبُّ مِنْ شعــــورٍ راقِ

يـا حبيبي إذا افترقنـــــــا قليلا
ًسيضِجُّ اللقـاءُ بعد الفـــــــراقِِ

رعشةٌ بلّلت عروقنـــــا فغدونــا
حرفَ كأس يهيم في سطر ساق

غمرتنـا فأورق الــــورد فينــــا
واخضللنــــا بنشــــوة الأوراق

نحن طفــــلان قد هطلنا رهاماً
وجَرَيْنـا في جــدولٍ رقـــــراق

وافترقنـا فشبت النـــــــار فينا
شـوقُ تواقـــــــــةٍ إلى تـــوّاقِ

وظنَـَنّــا أن المنــى نسيتنـــــــا
والهوى ظـلَّ في الحشاشة باق

والتقينــا فأزهـر الحبُّ فينـــا
فاغمـاً ذابَ في ندى التريـــاق

رعشـةٌ في اللقــاءَ والإفتراق
ما أرق اللقــــاءَ بعد الفـــراقِ

يوسف أبوسالم
إربدـ الأردن

غــزة تكلّلها النــار





فَخّــخْ حروفََ القوافــــي الخُضْرِ يا قلــــمُ
وفجّـــــــر الخفقـــــة العــــذراءَ يا عَلــــمُ

واسكــبْ جهنّـــــمَّ نيرانـــــــاً مؤجّجـــــةًً
علــــى جماجمهـــــمْ ولتنتفـضْ حمــــــــمُ

واحصــــدْ بيمنـــاكَ أُولاهـــمْ وآخرهـــــمْ
وزلــــزلِ الكــــونَ ولتشهــــدْ لكَ الأمـــمُ

وخُــــذْ من الجـــــرحِ ما يكفيكَ من ألــــمٍ
ما أبْلـــــغَ الجـــــرحَ لمّـا يصمتَ الألـــــمُ

واصــرخْ على الشرفِ المسفوك يا عرباً
أأنتــــــــمُ عــــــربٌ أم أنتـــــمُ عجـــــــمُ

لِغــــــــزّةَََ الآنَ أن تُرخـــــي جدائلهــــــا
وأنْ تُزمـــزمهـا الأفـــــــــلاكُ والسُّـــــدُمُ

وأنْ تكلّلهــــــــا النيـــــــرانُ لاهبـــــــــةً
وأنْ تُسيّجهــــــا الهامــــــــاتُ والهِمــــمُ

لِغَـــــــــزّةََ الآنَ أنْ تُلقــــــي قصائدََهــــا
فليس يبلغَهـــــــا حـــــرفٌ ولا قلـــــــــمُ

ولا نخيـــــــــلٌ ولا نجـــــــــمٌ يطاولهـــا
إنّ النســـــــــور لهـــا القمّــــــاتُ تنتقــمُ

لـِغَـــــــزّةََ الآنَ أن ترضـــى مساجدُهـــــا
فالغــــارُ يسجــــــــدُ والتكبيـرُ يحْتَــــــدِمُ

الله أكبــــــــرُ كـــم سيفٍ يخاصـــرُهـــــا
وكيـــفَ من حولهــــا العُربـــــانُ تنقسِـمُ

وكيــــــفَ يبكــــونَ لا جُـــــرْذٌ يصدّقهـمْ
لكــــنَّ غَـــــــــزَّةَ تَرْثيهـــــمْ وتبتســـــمُ

تفديــــــــكِ غــــــــزةَ أرواحٌ مجنّــــــدة
وليـس يفديـــــكِ من أصنامهــمْ صنـــــمُ

وكيــــفَ تفديـــــــكِ قطعــــانٌ مخادعــةٌ
من الذئــــــــابِ التــي ليستْ لها ذمــــمُ

تعـــــوي ومن حولهــــا الأـــداءُ خاويةٌ
كأنهــــا عـــــــدمٌ يجتاحــــــهُ عـــــــدمُ

وكيــف يفديـــكِ مـن أعرابهـــــمْ لَمَــــمٌ
بعضٌ عُلوجٌ وبعضٌ في الوغى غَنَـــــــمُ

وجُلّـهـــمْ أعـينٌ مفتوحـــــــــــــةٌ أبـــداً
لكنهـمْ عنْ دمـاءِ النازفـاتِ عَمُــــــــــوا

ومـــــا أبــــو لهــــبٍ إلا معلمهــــــــــمْ
تبّـتْ حناجـــــرهـمْ صاحـوا وما حكمــوا

ما بالُهـــــا الضفــةُ الغربيــــةُ انسحبتْ
كأنمـــا هـي فـي أجفانــــك الـــــــــورمُ

ما بالهــــا لغــــــةُ الأنبــــاطْ قـد نسيتْ
أَنَّ الجــــراحَ التـي تنضــــــامُ تلتئــــمُ

وكيـــف نغفـــــــرُ للجــــولان زلّتهـــا
وقـد طــــــــواها على أحزانهـــا النّـدمُ

ومَنْ يسافـــــــرُ بالفسطــاطِ يلْحظهــا
مكسـورةَ العينِ لا تسعى لها قــــــــدمُ

ما بالهـا مصـــرُ قد شُلّـتْ سواعدُهــا
كأنمــــا دُجّنـتْ أو زُلْــــزِلَ الهــــــرمُ

يا أرض مكــــــةَ ثوري فالظلامُ طغى
ولا يَريــــنُ علـى أسماعــكِ الصّمَــمُ

لِغَــــــــزَّةََ الآنَ أن تسْمُـــــو أهلّتُهــا
وأن تعانقهــــــا الأفـــلاقُ والدّيَـــــــمُ

وسورةُ الفتــــحِ في الأقصى تباركها
وسورة النصــر يتلو فجرََها الحـــرمُ

يوسف أبوسالم
16-1-2009

يا مَنْ كُنتَ حبيبي ..!







خبّأتُـكَ ..

.في ورَقِ الشجرِ الأخضر ِ

حتى صاحَ من الأشجانِ حفيفا ...!؟



غَطّشْـتُكَ ...

.في ضوء القمرِ

فـرَقَّ القمرُ

وسالَ الضوءُ على النجماتِ شفيفا ...



سَيّجْتُـكَ ...

بسُلاف الشفقِ الساجِـرِ

علّي أستجْـليكَ

إذا ما راقَ الشفقُ

طيوفا ...؟



كيف...

خذلتَ شهيقَ الشجر ِ

وهذْرَ القمرِ

وسرْدَ الشفقِ..على الآفاقِ

لتمعنَ في الشريانِ نزيفا ..



يا مَـنْ...

خبّأتـكَ من خوفي

بالرقيا وخريرِ النهـرِ ..



وكسَوتُكَ ...

.موالاً أزرقَ

مِن ْ صَلياتِ هدير البحر



ِونقشتكَ

من قلقي وشماً

في زندي ..وهديلِ الفجرِ



كيفَ...

خدعْـتَ الـرُقيا حيناً

والموالَ الأزرقَ زمناً

وطفقتَ تدوّي أجراساً

تضربُ في أصداءِ هبوبي



تطلقني ....

.جـرحاً لا ينضبُ

مخفوراً في مـدِّ سرابٍ

يغمرُ أنحائي ودروبي



ترسلني....

في العطـْرِ ضُيوعاً

من غير شميمٍ

وشمالاً من غير جنوبِ



وعقاباً ..

.تسفكني يشرخُ

في صدري مجنوناً يهذي

أعقابٌ من غير ذنوبِ ..!؟



أستودعكَ ..

.ذهولَ النرجسِ

والريحانَ وزهرَ الفُـلّ

وأدعية صلاة الرمّانِ

المبحوحةِ وفلوجَ طيوبي



أستودعكَ.. .

.حروفَ الشعرِ

قصائدَ ورقاءٍ من لهفٍ

لا تنبضُ في غير لهيبي



أستودعكَ الله

يا من كنت

وأيـْمَ الله حبيبي ..!؟



يوسف أبوسالم

إربدـ الأردن




الخميس، 14 مايو 2009

رفقاً بالقوارير...!!!







عبّيْء خوابيكَ من سُقْيـا نواعيـري

واملأ دِنانَـكَ بوحـاً من نوافيـري




يا أيها المَلَكُ المسكــونُ في قَـدَري

هل بَثّـَكَ الضوءُ أم سُلسِلْتَ مِنْ حُورِ




أم انطلقـتَ من التجـريدِ أغنيــةً  

في ضحكةِ الفجـرِ أم في لغـوِ عُصفورِ




كيف اندلعتَ من النيـرانِ.. مؤتلقـاً

كأنك الشفقُ المغسولُ..... بالنّــورِ




وكيف سيّجْتَ قلبـي بالضُّمُـومِ وما

أهرقْـتَ عطـرَ خُزَامـاكَ المعاطيـرِ




وكنتُ أرضـاكَ لو أطلقتَ في حُلُمي

بعضَ الرؤى وارتباكاتِ الأساطيــرِ




من أين لي أنجــمٌ كيما أُشَكْشِكُهَـا  

عِقـداَ لنحرِكَ ....مبلولاً بكــافورِ




مرصعـاً بمواعيـدٍ....... مذهّبـةٍ

ما بالُ عقـدِكِ بالأسـرارِ ممهــورِ




لمْ يبقَ مِنْ زمنِ... أرتـادُ سَرمَـدَهُ
وقد تخلّلتِ أزماني..... وتفكيـري




يا فُلّةً ( فَرْفَحَتْ ) أحْسُو مواسمَها  

يا حُقَّ عطـري وأزهاري ومنثوري




سَجّدْتِ كَرْمي بِرُمّانِ الخدودِ فهل

يجري ندى الكفِّ في دمعِ الحواكيرِ





أنتِ الحبيبةُ والدنيـا مُخاتِلــةٌ

فكيف أنسجُ من عزفي مزاميـري






أفديكِ من مفرداتٍ ضَوَّعَتْ قلمي

فانثالَ ينـزفُ إنشائـي وتعبيري




أفديكِ نَعْمَى شفيفِ النَّـدِّ علّمَني

أسرارَ بوْحِ الخزامـى للأزاهيـرِ




وكيف من شفتيكِ الوردُ لوّنَـني  

وراح يُشْعِلُني.... بالآهِ والجوري




وحينَ ذوّبَني بالشهـدِ هاجَ دمي

ما بين منعتـقٍ حيناً ...ومخفـورِ




فرحتُ أشْتَـارُ جنّاتي وسُنْدُسَها

أوارَ استبرقٍ بالوجــدِ مغمورِ




للوردِ في ثغـركِ العفويِّ قصّتَـهُ

ماذا تقولُ الكنـارياتُ للدُوري




وكيف تروي فراشاتٌ ملونـةٌ

والريحُ هوجٌ فما بالُ الأعاصيرِ




ألستِ نيلي الذي جُزْتُ البحـارَ بهِ

وأنتِ مِصْرِي وقدْ أتقنتِ تَمْصِيري




إني أحبكِ ....يا حقلي وسُنْبُلَتِـي

يا بيدراً حَفَّـهُ.... طوقُ العصافيرِ





يا واحةَ النخلِ بي سُعُفٌ مهاجـرةٌ

إلى العيون الضحوكاتِ الأساريـرِ




على هبوبٍ من ألأشواقِ تحَمِلُـني  

إليكِ نوتـاتُ أنغـامِ الشَّحارير ِ




وعندَ مُنعطَفِ الآهـاتِ تذبَحُـني

والثغرُ يَغْنُـجُ رفقـاً بالقــواريرِ




يوسف أبوسالم

الأربعاء، 13 مايو 2009

الناعورة تفكّ جدائلَها






إفْــرِدْ قلوعَكَ وانشرها على سُفنـي
واستفـتِ بَحْركَ يطويـني ويهدُرُنـي

وشاوِرِ النجـمَ هـلْ أسمـو فأسْلُكُـهُ
أم يرسل الضــوءَ مدراراً فيسلكنـي

هلاّ أتـــاكَ حديثُ الشــوقٍ أَعزٍفُــــــه
بالجمر يصخـبُ في نبضي ويعزفُــني

ألـم يقــــلْ لك أنّ النـــــومَ أهجـــــرُهُ
والنومُ عندَ خفـوقٍ الوجـدِ يهجــرني

وحينَ أرســمُ فـي عينيــك نافذتـــــي
عيناك في شرفــات الغيب ترسمُــني

والطفـلُ في وجهـك الصـوفيّ ألثغُـهُ
يا ما أرقّ الهـوى لـو راح يلثغنــي

كانت قوافيـــك إن باحـتْ أُلَعْثمهــا
والآنَ تمْـخُرُ في بوْحــي تُلَعْثمنــي

من أنت سـربٌ من الحسُّـون رفرفـهُ
قلبـي فــراحَ بأشجـانـــي يرفرفنـــي

هل أنت ناعــورةٌ فَـكـّتْ جدائلَهــــــا
وذرذرتْ عطــرَها الفـاغي فذرذرني

أم أنت ميلادُ أحقـــــابٍ أُبايٍعُهــــا
عمـــري فأسكـنُ أحقاباً تبايعنــي

ومَنْ أنا شاعــرٌ سَوْسَنْتِ مُطْلَقَـــهُ
فراح في أقحوانِ الثغـــر يطلقنـــي

وهل أنا شرفـــةٌ قد ضـــلّ هاجسُهـا
أم استبانتْ رؤاهــا وهي تهجســني

أنا الغـــويُّ الذي زنـــداهُ ثرثرهــــا
خَصْـرٌ إذا ما تثنّـى البَــوْحُ ثرثـرني

وراح يشربُ من نعمــــــاء داليــةٍ
قطوفُهـا دانيـــــاتٌ وهي تشربنــي

وباتَ يأوي إلى عينيـك يسكـرها
والأعـينُ النُجْـلُ تسبيني تسكرني

فاصْفَحْ عن الكحـلِ والأجفانُ تسفكه
في مفرداتي وأعصابــي فيسفكنــي

ونرجـسِ الوجنةَ العـذراءَ إن رهشتْ
لعلهــا وهـــي تكوينــي تُنَرْجسنـــي

لَـــوْزُ العيـــون الخلاسياتٍ أســردهُ
حتى الثمالـة في كأسـي فيسردنــي

لعلني في ذهـولــي رحــتُ أعتقُـــهُ
وكلما (سرسبَ) الأشواق يعتقنــي

أنت الظبـاء الـتي من بينها شَـرَدتْ
غزالــــةٌ في قــرارِ المسـك تغزلنـي

حمامـةٌ أنتِ نبـض القلب يهدلهــا
سبحــان تسبيحها أيـــان يهدلـني

أيقونــــةٌ نعثتنــي فـــي كنانتهـا
فبِـتُّ أُوقَـــدُ والأســرارُ تنعثنـــي

أنت انقطاف الهوى في حضن موعده
يا مـن أبيــــع لها الدنيــا وتقطفـنـــي




يوسف أبوسالم 6-4-2009

الخميس، 4 ديسمبر 2008

الشامُ بيرقنـا العالـي




مَنْ أطلَقَ المَوْجَ في ســـــــربِ العصافيـرِ


وصاحَ زُخّـي سعيـــــــــــراً يا نواعيـريِ



ومِـنْ سمـاءٍ بقاسيّـــــــــــونَ أقْسَـمَ أنْ


لا ينْحني النخْلُ في الفيـــحاءِ والجوري



ولا تُضـــــــــــامُ الدمشقيـاتُ من مطــرٍ


ولا الأزاهيرُ تشــــــكـو في القواريــرِ ِ



ففـي دمشـقَ جُـــــــــذورٌ من كرامتنـا


فَزّتْ لهـا لُجَـجُ الحـارات والــــــــدورِ



وفي تقاســـيمهـا عَصْـفٌ و عاصفـةٌ


وبارقٌ نَـــزَّ أفْلاجــــــــــاً من النــورِ



وفي ضُــــــحاهـا يميـدُ الفجرُ متّقِــداً


يفّتّـقُ الشمسَ من ثَغـْـــــرِ الحواكيـرِ



وليس يحلو سـوى رمّـانُ غوطتهــا


حبّــــــــاتُ لؤلـؤَ فـي أقـواسِ بلّــور



مســــكونةٌ بصبـاحِ الخـيرِ قهوتُهــا


وبالحَكايــا الطليــاتِ المــــــعاطيــرِ



بالشــامِ أرواحنــا باتتْ معــــــلقــةً


يا سِدْرةَ المنتهى طيري بنـا طيـري



هنا دمشق هنــــا حمـصٌ وخالــدُها


مهنّـــــــدٌ قُــدّ مـن سيـفِ المقاديـر



والخيل في صاهلِ الشهبـاء جامحـةٌ


فيهـا النواصـي و إيقــاعُ الحوافيـر



ثوري على الظلمِ والعدوانِ واشتعلـي


وجَنْدلـي رأسَ أبنـــــــاءِ الخنازيــرِ



يا يوســفَ العظمَ قُمْ وارشقْ قوافلنـا


بمَيْسلونَ وبالجُنْـــدِ المغـــــــــاويــرِ



صَلــــيلُ سيف صـلاح الدّينِ منهمـرٌ


وبَرقُــهُ وَمَضـاتٌ مِـنْ أســــــــاطيـرِ



ويا هَنانو امْتشقْ ما شئتِ من شُهُبٍ


واحْصُدْ زَوانَهُـمُ بالمِنْجَلِ الســوري



داري معتقـةُ الأحـــواشِ ما انكسفتْ


فيها شمـوسٌ ولا هـذرُ النـــــوافيــر



والشامُ بيــــرقنـا العالـي وعِزوَتنــا


نـارٌ على علــــــمٍ في زنـدٍ منصـورِ



مازالَ فوقَ ذُرَى القٍمَّـــــاتٍ يخْفٍقُــهُ


ومْضُ النجـــومِ وأرتـالٌ من الحُــور



ويستفــــــــيقُ علـى أصدائــه فـلقٌ


زاهٍ يزقـزقُ في نعمــــائـهٍ الـدوري



قولـي لهمْ بلســــانٍ غيرٍ ذي عِــوجٍ


أنَّ السديـمَ سراجُ البرزَخِ السـوري




يوسف أبوسالم


1-11-2008