الخميس، 4 ديسمبر 2008

الشامُ بيرقنـا العالـي




مَنْ أطلَقَ المَوْجَ في ســـــــربِ العصافيـرِ


وصاحَ زُخّـي سعيـــــــــــراً يا نواعيـريِ



ومِـنْ سمـاءٍ بقاسيّـــــــــــونَ أقْسَـمَ أنْ


لا ينْحني النخْلُ في الفيـــحاءِ والجوري



ولا تُضـــــــــــامُ الدمشقيـاتُ من مطــرٍ


ولا الأزاهيرُ تشــــــكـو في القواريــرِ ِ



ففـي دمشـقَ جُـــــــــذورٌ من كرامتنـا


فَزّتْ لهـا لُجَـجُ الحـارات والــــــــدورِ



وفي تقاســـيمهـا عَصْـفٌ و عاصفـةٌ


وبارقٌ نَـــزَّ أفْلاجــــــــــاً من النــورِ



وفي ضُــــــحاهـا يميـدُ الفجرُ متّقِــداً


يفّتّـقُ الشمسَ من ثَغـْـــــرِ الحواكيـرِ



وليس يحلو سـوى رمّـانُ غوطتهــا


حبّــــــــاتُ لؤلـؤَ فـي أقـواسِ بلّــور



مســــكونةٌ بصبـاحِ الخـيرِ قهوتُهــا


وبالحَكايــا الطليــاتِ المــــــعاطيــرِ



بالشــامِ أرواحنــا باتتْ معــــــلقــةً


يا سِدْرةَ المنتهى طيري بنـا طيـري



هنا دمشق هنــــا حمـصٌ وخالــدُها


مهنّـــــــدٌ قُــدّ مـن سيـفِ المقاديـر



والخيل في صاهلِ الشهبـاء جامحـةٌ


فيهـا النواصـي و إيقــاعُ الحوافيـر



ثوري على الظلمِ والعدوانِ واشتعلـي


وجَنْدلـي رأسَ أبنـــــــاءِ الخنازيــرِ



يا يوســفَ العظمَ قُمْ وارشقْ قوافلنـا


بمَيْسلونَ وبالجُنْـــدِ المغـــــــــاويــرِ



صَلــــيلُ سيف صـلاح الدّينِ منهمـرٌ


وبَرقُــهُ وَمَضـاتٌ مِـنْ أســــــــاطيـرِ



ويا هَنانو امْتشقْ ما شئتِ من شُهُبٍ


واحْصُدْ زَوانَهُـمُ بالمِنْجَلِ الســوري



داري معتقـةُ الأحـــواشِ ما انكسفتْ


فيها شمـوسٌ ولا هـذرُ النـــــوافيــر



والشامُ بيــــرقنـا العالـي وعِزوَتنــا


نـارٌ على علــــــمٍ في زنـدٍ منصـورِ



مازالَ فوقَ ذُرَى القٍمَّـــــاتٍ يخْفٍقُــهُ


ومْضُ النجـــومِ وأرتـالٌ من الحُــور



ويستفــــــــيقُ علـى أصدائــه فـلقٌ


زاهٍ يزقـزقُ في نعمــــائـهٍ الـدوري



قولـي لهمْ بلســــانٍ غيرٍ ذي عِــوجٍ


أنَّ السديـمَ سراجُ البرزَخِ السـوري




يوسف أبوسالم


1-11-2008


حديث الفتــى









نُصَلِّي .. فَيَنتَـــــــــحِبُ المَسجِدُ..!



ونَدعوفَيَضـــــــــــطَرِبُ المَوعِدُ..!




ويَغــــــــــــرقُ في سَهْوِهِم أهلُنـا



كَثيــــــــــرونَ لكنْ ولا أحَــــدُ...!




ومَن لا بَواكي لَـــــــــــهُمْ يَذرِفونَ



فَكيـفَ تَنــــــــــامـينَ يا بَلــدُ..!؟؟




اَلم يَكُ زيتـــــــــــــــوننـا جَمــرَة



يُدَمـدِمُ في فَـــــــــــــرعِـهِ الفَرقَدُ




وكانــــــــــتْ على بؤسِها دارُنـا



يُســـــافِرُ في( حَوْشِها ) الأبَدُ..!




إذا فَجَّ فيها رَنــــــــــيمُ الصًّباحِ



وهَسهَسَ طيرُ المُــــــنى الغَـرِدُ




يُدَغدِغُ هَمسُ الضُّـــحَى العَتَبَاتِ



ويُصغي لِوَقعِ النَهـــــــارِ الغَــدُ




وتَسْهَرُ فيها ليالي الشِّتــــــــاءِ



فَيَــــــهطُلُ مِن والِــدٍ وَلَـــدُ..!!




شَـهِيُّ ا لمَلامِــــــحِ ذو قامَتَيْـنِ



عَريـــــنُ السُّهى والمَدى الأبْعَدُ




شَقيٌّ.؟؟بَلى غَيرَ أنَّ الأعــاصيرَ



تَخْمُـــدُ فيـــــــهِ ولا يَـــخْمُـــــدُ




يُرَفرِفُ إن أزْهَرَ الأُقحُـــــــوانُ



كـــأَنَّ مَلاكـاً بِـهِ يَســــــــجُــــدُ




تَجَــــــــــلَّدْ إذا رُمْتَ أن تَلتَقيـهِ



فَفي مُقـــــــــلَتيهِ الرَّدى أسْـوَدُ




تَرَاهُ إذا ما اكْفَهَرَّ العَــــــــــجاجُ



عَزيفٌ على نارِها مُفــــــــــرَدُ




يَمُرُّ على شــــــارِداتِ المَواسِمِ



يَمـــــــــلأهُ الخَصْـبُ والسُّـؤدَدُ




يُهدهِدُ بالذكـــــــــرياتِ الكُرومَ



فَيَقطُرُهُ صَمتُها السَّــــــــرمَــدُ




يُصَلِّي...فَيلتَهِبُ المَســــــجِــدُ



ويَدعو فَتَرشَـحُ منهُ اليَــــدُ..!




فتىً أقبَــلَتْ حين هَلَّ الفصولُ



تَلـوبُ بها النــارُ والَمَـــوقِـــدُ




فتىً خَبَّأ القدسَ بين الضُـلوعِ



فَسَـــالَ نَـدى جُرحِــه يَشهَــدُ




فَتًى أمْ نَبيٌّ سَـــيَـــــعرُجُ ليلاً



على ضِفَّــةِ النـــارِ يُستَشْهَدُ!




يوسف أبوسالم



من مخطوط ديوان جديد بعنوان ( سراج الدومري )



امرأة معتـــقّــة





أَعْـرِفُ أَنَّـكِ مِصْرِيـَّةْ


مِنْ أُمِّ الدُّنْيـا المَحْرُوسَـةِ


مِنْ وادي النِّيـلْ...!!




أَعْـرِفُ


أَنَّ ظِلالَـكِ شَامِخَةٌ


كَشُمُوخِ نَخِيـلْ
و أعرفُ َأَنَّ نَسِيمَكِ مَـوَّالٌ


أَطْـلَقَهُ ثَـغْرُ النِّيـلِ


....عَلِيلْ





وَأَنَّ حَرِيرَكِ فِرْعَـوْنِيُّ


عَتَّـقَهُ التَّارِيـخُ


فَصَارَ خُمُورَاً مَنْ يَشْرَبُهَا..


يَغْـرَقُ فِي النَّشَـواتِ


فَـأَيُّ صَلِيـلْ






وأنَّ قبابكِ


أهْراماتٌ ثائرةٌ


تتحدّى كلَّ قَوافي الشعر


ولا يكتبُها إلا الهمسُ العفويُّ


ويقرؤها الترتيل





أعرفُ أنكِ قاهرةٌ أخرى


تملأني ألقاً فُسْطاطياً


وحبوراً عذْبا


...وضياءْ




أبعاداً لامتناهيةً


تتقافزُ فيها الأشياءْ





تملأُني


عِتقاً وجِرارَاً


عبّأها المطلقُ


بالليلِ الصُّوفيِّ هَيُولَى


ونهاراً بِكراً ومَسَاءْ





لكنّي أعرفُ


أني حين يبعثرُكِ الشِّعـرُ


يهيجُ البَوْحُ


وتنطلقُ...مِنَ الخَفَرِ


الأنداءْ




يتـأوّدُ


بانُكِ..بين يـديَّ


فأسْهرُ



...في لغطِ الشفتينْ


أتلظى
....في خفرِ الخدينْ


وأبحرُ....


في عمقِ العينينْ


وأعزفُ....


في مُوسيقَى الخصرِ


قصائدَ شِعري


..كيفَ أشَاءْ





مِنْ أيّ هُطُولٍ


رَشَحَتْكِ الغيماتُ


على قلبي


مِنْ أيّ هُطولْ






وبأيّ طلولٍ


أبحثُ عنْ نفحاتِ


هواكِ


بأي طلولْ





هل أسألُ


أوَّلَ حَجَرٍ زَمْجَرَ


في الهرمِ الأكبرْ





أمْ أسألُ


بطنَ الوادي المكتظّ


بتاريخِ التاريخِ


أم الأُقْصُرْ





أم أسألُ


سِحْرَ صَبايا النيلِ


وقد كوْكبنَ النهْدَ


خُرَافياً


في نُعْمَى الصَدْرْ






أنْهَكني البَحْثُ


فَدُليني


مِنْ أين أتيتِ بأعطافٍ


وقبيلَ الكرمَةِ


أنْ تُعْصَرَ
أسكرْتِ الخمرْ





مالي والشَّعْـرُ


إذا هربتْ أمواجٌ مِنْهُ


تعُبُّ رحيقَ التفاحَاتِ


على الخدينِ


على الكتفينِ
أغيثوني ..


مالي والشَّعـرْ







مالي والثغرُ


وقد نضجتْ فيه الأقواسُ


فراحتْ ترتشف الشفتين


رُضَاباً عَسَلاً ما أشْهَى


مالي والثغرْ






قد جئتكِ يوسفَ


ملهوفاً


مُدّي أهدابكِ سيدتي


وانْتَشِليني


مِنْ قاعِ البِئْرْ....!!





إني أحببتكِ سيدتي


مِنْ أينَ سآتي


بالكلماتِ ...


أفَضّضُهَا


وأذهّبها ...


وأكوكبُها


وأغمّسها بالموسيقى
كي ترشُقَني


برهيفِ العطرْ







مِنْ أيْنَ


سَآتي بالكَلِمَاتِ


المغزولةِ


مِنْ قَصَبِ الشّمْسِ


أكلّلها ...


وأزَرْكشها
بِرُقَى الفردوسِ وسُنْدِسهِ


ونَقَى الكافورِ وفرحتهِ


وبزهوِ الكحْلِ على الأهدابْ


ودلالٍ يأخذُ بالألبابْ


لأكتبَ فيكِ


قصيدةَ ...شِعْـرْ...!؟؟؟






الخميس، 9 أكتوبر 2008

حكاية حب





تعاليْ نُعيدُ الحكايةْ
تحبينني مرةً
تستبيحُ دمي
و أهواك أرشف ترياق ثغرك
هذا الخضيبُ المسافر ُ
في لغط الجمرات المندّى
فيبرأ من عصفهِ
سَقَمي


تعاليْ أحبكِ
والضوء شاردْ
يظللنا الليل يقصفنا بالبروقِ
ويغسلنا بالنبيِِذ
المقطّر من سوسن الوجنتين ِ
وتأتأة الصبح
واللحظ ُشهدٌ ...وشاهدْ


تعالي أحبك
نشعلُ نيراننا بالجنون ِ
ونطفئها بأوار اللهبْ
فيحملنا مرةً
للزمان المنضّد بالمشتهى
وأخرى
تدندن فينا المقاماتُ
تكتبنا نوتةً من ضياء
وتعزفنا نبضات ُالخببْ



يا أنثايَ العذبةُ إني
أعشق بوح تفاصيلكْ
أتخلل هذر مساماتكِ
أسكن في سعف تخيلكْ
أبحر في البركان الثائرِ
في عصف الأقواسِ
وإيقاع الأمواج
وأغرق في أزرق نيلكْ


يا أنثاي العذبة..إني صوتٌ
بعض قرارٍ يتغشاني
مسكُ جواب مواويلكْ

يا أنثاي العذبة يا سمرائي
ياآخر أحلام العمر ِ
ويا مدّ الصحراء

يا سمَرَ الأيكاتِ
المتخم فرحا بالضحكات
يا موكب همس ٍ موصول ٍ
يا أسراباً من بتلاتْ
في صفحات الورد الجوري
بالحنّاء غسلنَ
دمائي


شجري سُحُبٌ
محتدماتٌ
إن يهطلنَ فأنت الثمرُ
شجني سهرٌ ٌ
كيف تطاوله العتمات ُ
وأنت القمرُ
بوحي يا أنثاي العذبةُ
إني بيداءٌ قاحلةٌ
فاختلجيها
أنت المطرُ


وأنا يا محبوبة فلكٌ
أنمو في خضر مداراتكْ
فإذا مرّ ببال غنائك ِ
لحنٌ تعزفه الأضواءُ
فإني وتر ُ


تعاليْ نعيد الحكاية
نغمسها في خفوق الحبقْ
نلملم بوح عصافيرها
من ثنايا الشفقْ
ونفردها كالوشيشِ
على مسمع القلب
ننثرها في هديل الصباح
ونجمعها..من خرير المساءْ
وتهوينني مرتين
فأهواك عشرا
تضيئينني بالنبوءات نثرا طلياُ
فأسكبه في ارتعاشك
شعرا


تعالي
لأبني لك الآن عرشا


على قمة النخل بين العذوق
وساداً من الريش
متكأً سندسياً موشّى


وأفتح للحب
في خلجات الغمام
رواقا ظليلا وممشى


وأنقش قلبي
على شفتيك
على الهدب...في رفّةِ الكحل
في بحر عينيك
لونا على قوس خديك
في غدق الصدر
نقشا


فإن رفرف البوح
فينا امتزجنا
وإن زقزق الشوق
في ملكوت الفيوض
حبيبة قلبي
كلانا تغشّى



يوسف  أبوسالم

1-5-2008

ليس لك الخيار






لِي أنْتَ يا وَطَني 

وليْسَ لكَ الخَيارْ..!



مُنْـذُ ابْتِداءِ الخَلْـقِ

حتّى.....

يُطلِقُ الليلُ النّهارْ



مُنْـذُ اسْتَوى الزيتُونُ

مُختـالاً

بِطـُورِ سنينِــهِ

فأوقـدَ زيتَـَهُ

نوراً ...على نور 

ونـَـارْ



مُنـْذُ ابْتهاجِ الكُحْلِ

في أجْفانِها...

تلكَ الحبيبةُ 

وهيَ فارِدة جَدائلها 

على كَتفيكَ

تختلسُ الهوى

مِنْ حيثُ لا تدري 

عصافيرٌ .......

تُمارِسُ طقسها اليوْمِيِّ

سقسقةً...بعين الشمسِ

رَفرفةً مُلـونةً

تُمَشّطُ مَـدّكَ الصَّافي

تمُـرُّ بِبَالها الشهواتُ

حبّاتٍ 

مُبيدًرةٍ السنابلْ



فإذا توعّدَها الجَرادُ

فليسَ لها الخيارُ 

بأنْ تقاتلْ



لي أنْتَ يَا وَطَني

وليسَ لكَ الخَيارُ 

بأنْ تَموتَ مُناضِلاً

أو أنْ تعيشَ مُكبلاً بالذلِّ

حتى لو 

تفضّضتِ القيودُ

وذُهّبتْ 

حَلقاتُ أعْناقِ السَّلاسِلْ



مَهْمَا 

تَوَالَى الليْلُ واتَّـشَحَتْ

أهازيجُ الحبيبةِ بالسَّوادْ



مَهْما 

نلبّدَتِ السَّماءُ بحالكات 

غمامها





واسْتـلَّ

عَسْفُ الضَّيـْمِ

ياقُوتَ النَّـدَى

مِنْ وَسْمِهَا



واصْطَفَّـتِ الغِـرْباَنُ

تنْـعُـبُ 

في شَوَارِدِ نَوْمِها



سيظلُّ يولَدُ

مِنْ مَنَاهِل رَحْمِهـَـا

الْمَطرُ المزمُزمُ 

والجيادُ مطَهّماتٌ 

والعِنــادْ



لي أنْتَ يا وَطَني

وليسَ لَـكَ الخَيارُ



بأنْ تكونَ حَبيبتي

بعضُ امْتِدَادِكَ 

في..ثَنِيـَّاتِ الحقولْ



بعضُ اخْضِرَارِكَ في 

سَجاجيدِ السُّهولْ 

ألـقٌ توضَّأ بالفُصولْ

ريفٌ مزينًةٌ خَجولْ 

عذراءُ كالقمرِ البَتولْ



فافْرِدْ جناحَكَ ضُمَّنا

كي نكتسي ذَوْبَ السَّنا

فالكونُ والدُّنيا لنا



فإذا 

أفَاقتْ زهرةُ الدُّفـلى

تحوّمُ حولنا



نتبادل الأدوار

يا وطني

فأنت عتادها 

وأنا الزنادْ



أوراد الشجون





والْمَصَابِيحِ وَالْهَــــوَى


والضُّـوءِ إذا اكْتَـــوَى


فَيـَا رِقـّـةَ الْبَلـُّـــــــــورْ


وَيا بَسْمَةً مِـنْ رَخِــيِّ الْنُّــورْ


الْبَحْـــــُر نَجِـــيُّ النَّــــوَارِسْ


والنّخِـيـلُ أَمِيــرُ الْفَــوَارِسْ


أَلَـمْ يَكُ عِطْرُكِ أَرِيـجِـي


وكاَنَ بُـرُودُكِ ثُـلُـوجِي


فَإِنّـي بَـحْرُكِ فَمُوجِـــي


ونَـخِيـلُكِ فَهِيـجِـــــي


واعْشَقِـي ياأَمْطَـارُ زُلفَــى السُّحُبْ


وأَرْسِلِي يَا سَـمَاءُ صَلَـوَاتِ الشُّهُـبْ


واطْلِقِـي يَا غَابـَاتُ عَجَـاجَ الدُّلُـوكْ


فَـإِنَّ لِـخَطْوِهَا رَنِيـنُ الْـمُـلوكْ


تَـرْعَى كاَلْغَزَالَــــــةْ


فَارْتَوِي يَاأَعْشَابُ مِنْ ضِفَافِ الْقَلْبْ


وَيـَا مُقْلَـةُ اتَّكِئِي عَلَى رَفَّـــةِ الْـهُدْبْ


رَيَانَــةٌ بِلاَ أَمْطَـارْ


وَ مُضِيئَةٌ بِلاَ أَنْوَارْ


فَلاَ وَالسَّيْفِ إذَا الْتَـهَـبْ


والنـَّارِ إِنْ تَـأْكِـلِ الْـحَطَـبْ


والّلَّيْلِ وَمَا أَشْهَبَ وَكَــوْكَـبْ


وَالنَّـهَـارِ وَمَا زَغْـرَدَ وَأَطْـرَبْ


إِنَّـهَـا لَبَعْضُ تَسَابِـيـحْ


صَاخِبَةٌ قُطِـفَتْ مِنْ صَلِيلِ الرِّيــحْ


تَغْفُــو فَيَـرْهَـجُ الْغَـمَامْ


وَتَصْحُو فَيَهْدُلُ الْـيَمَامْ


فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَـهَـوْدَجْ


وَإذَا أَدْبَرَتْ فَعَوْسَـجْ


حَطَّتْ عَلَى عَصَبِ الصِّبَا فَأَوْرَقْ


وعَلَى سَاكِــنِ الْبَحْرِ فَسَقْسَقْ


وَغِيضَ مِنْ نَدَاهَا النَّدَى


وَبـُحَّ مِنْ أَجْلِـهَـا الصَّدَى


مَنْضُودَةٌ في عَذْبِ صَوْتِـهَا الْقَوَارِيــرْ


والْعَسْجَــدُ بـَارِقٌ وَالخْـَرِيــرْ


فَلاَ... وَرَبُّ أَعْنَـاقِ الْقَصَـبْ


وأَقْـوَاسُ عَنَاقِيـدِ الْعِنَـبْ


وَبَهْـرَةُ السُّنْدُسِ وَأَلَـقُ الذَّهَبْ


وَمِدَادٌ إِذَا انْسَكَبْ


فَإِنَّ مِسْكَـهَـا لَعُطُورْ


وَإِنَّ نَــدَّهَا لَبـُخُورْ


وَإِنَّ جَسَدَهَا لَـحَـرِيــرْ


بَلَـى وَرَائِـقُ الْـخَـدِّ تُـرْهِفُـهُ شَهْبَـاءُ الْأُفُـقْ


وَمُدَلّلُ الثَّـغْـرِ يَـعُـبُّ مِنْ خَمْـرَةِ الشَّفَـقْ


فَإِنَّ مِسْكَهَـا مِـنْ حُـــورْ


وَإِنَّ جَسَدَهَـا مِنْ مُعَتَّــقِ الْأَثِـيــرْ


عَلَى جَنَــاحِ الــرِّضَـى يَـطِيــرْ


فَإِنْ تَدَفَّـقَ الْـمَـاءْ


وَأَرْسَلَتْ شَمْسُهَا الضِّيَاءْ


وَأَوْشَكَـتْ أَنْ تَـرْقُـصَ السَّمَـاءْ


تُـقْـبِـلُ كَالْهَـدِيــرْ


وَتَـلْهَـجُ بِاسْمِهَـا الْعَصَافِيـرْ


أَفَإِنْ صَدَقَتْ الشَّمْسُ تَصْدُقِيـنْ


وَإِنْ َكـَذَب الْقَمَـرُ تَكْـذِبِيـنْ


تَـغْـزِلِـيـنَ الْـقَوَافِي مِنْ سَرَبـِي


وَتُرشِّيـنْ الْمِلْحَ عَلَى تَعَـبِـي


فَإِذَا مَسَّتْكِ جُرُوحِـي


تَـعْرِفِـيـنَ وَلَا تَبُوحِي


فَلِمَاذَا إِلَى غَسَقِي تَـهْـرُبِـيـنْ


وَعَلَى أَيِّ دَرْبٍ تَسْلُـكِـيـنْ


طَالَتْ الْمَسَافَـــاتْ


وَغَامَتِ الْجِـهَـاتْ


فَانْـتَبَـذْتُ رُكْـنِـيَ الْخَلِيـَّا


كَأَنَّـنِي نَسْيَـاً مَنْسِيَـا


وَالْمَسَاءِ إِذَا انْجَلَى


وَطَافَ بِالْـغَـنَجِ الْحَـلاَ


مَا عَنْدَلَنِي غَيْرُ هَمْسِ الْأَهْدَابْ


وَلَاـ كَـوْثَـرَنِـي إِلَّا فُـرَاتُ الـرِّضَابْ


أَقْبَـلْـتِ بِالرَّيَـاحِيـنْ


تَـرْفُـلِـيـنَ بِالنَّـدِّ وَ النِسْرِيـنْ


فَاتِـنَـةً وَ لَا تَـدْرِيــنْ


أُنْـزِلَـتْ مِنْ عِلِّيَّيِــنْ


أَحْمِلُ عَنْكِ وَتَحْمِلـِيـنْ


وَأُحِبُّكِ وَ تُحِبِّـيـنْ


وَأَفْـنَى فِيـكِ وَتَفْنِـيـنْ


وَأَبْـنِي لَكِ


فِي حَبَّةِ الْفُؤَادِ عُشَّاً فَتَهْجَعِيـنْ


وَأُخَبِّئُكِ


فِي قَوْسِ قَطْـرَةِ الْـمَطَرِ وَتَـخَبِّئِيـنْ


فَإِنِّـي وَاللهِ


لَأَرْغَبُ أَنْ أُحْشَرَ يَوْمَ الْـجَـمْعِ الْعَظِيمِ مَعَكْ


وَإِنِّـي واللهِ


لا.. أَهْوَى فَجْرَاً إِنْ لَـمْ يُطْلِعَكْ


فَإِنَّـهَـا رَغْبَةٌ تَعْبــُــقُ بِالْقَـلْبْ


( يُحْشَـرُ المرءُ مع من يُحِبْ )


وَإِنَّكِ وَاللهِ


لَتَسْكُنِينَ فِي جِيمِ الشَّجَنْ..