الاثنين، 6 أكتوبر 2008

عراق الجراح




بيـنَ نهْرَيـْـــــــكَ  تُولَـدُ الأحقـابُ
 وعلى جانحيــكَ  رفَّ عتـــــــابُ

يا عراقَ الجـراح طِيـــــــبُ نَبــيّ
 بينَ جفنيكَ  مُرســــــلٌ و كتـــابُ

تخْتَبي في حِماكَ العصورُ و تمضي 
 بعضُها  شامخٌ و بــعضُ  شِهــابُ  

سافَرَتْ في مَـدَاكَ الطِــوالُ الليالي
 فابْتَعِـدْ واقْتَـرِبْ  إليكَ  المـــــآبُ

يا عـراقَ الجِـراحِ شاهتْ وجـــوهٌ 
 راحَ يرْتـادُها البَـــلى  والخَــرَابُ

مُــرَّةٌ عَلْقَــــــــــمُ الملامِـحِ  فيـها 
 كَسـوادٍ يَفــِــــــرُّ  منـهُ  الغُــرابَ

أَوَ لَسْتَ الحسيـنَ أيـــــانَ  صــلَّى
 فَـجَّ سَهْـلٌ  فعانَقَتْـهُ  هضـــــــابُ

خَذَلَتْـكَ السيـــــوفُ لا نَصْـلَ فيـها
 كيفَ تَجْـري  والعَنعَنــاتُ   كِـذابُ

 فبنـو عَبْـسَ لمْ تُســـــــاوِمْ فتــاها
 حينَ  ولَّـتْ  أدبـــارَها  الأعــرابُ

وبنو رِجـسَ ليسَ  يولــــــدُ  فيـها
 بعضُ  نـارٍ  فكيـفَ  تصحو  كلابُ

يا عـراقَ السيَّـابِ  جَـــفَّ  غمــامٌ 
 وتَولَّـتْ عن الســــمـاء  سحـــابُ

مـا تكـونُ البحــارُ دونَـــــــــكَ  إلا
 سَـرَبٌ ضائـعٌ  و تيـــــهٌ  ســرابُ

أَمِـنَ  الخــــوفِ  فارقتْها  ضفــافٌ 
 أمْ مِنَ الصمـتِ راح يغشـى  يبـابُ

لســتُ أبْكيـــــكِ غيـرَ أنـيَ  أدري
 كيفَ  تعــوي إذا  نطَقْـتَ  ذئــابُ

فاصهـلَ الآنَ يهطـلُ الغـيثُ فينــا 
 يا عُباباً  يهيـجُ  فيـــــهِ عُبـــابُ

وتَفَـجَّـرْ هـــــــــلا تَفَجـَّرَ كــــونٌ
 عربـيٌّ  تمــــــــورُ فيــهِ قبـــابُ

وحْدَها الأعظميـةُ التـي  تتحـــدى 
 يا فؤاداً  فيـهِ الـضلـوعُ حِـــرابُ

وحْدَهُ السـيفُ حينَ يغضبُ  يومـاً
 سَلَّــهُ فِتـيةُ العــــراق  الغضــابُ

فإذا صـاح تزأرُ الأُسْــــــدُ فيهــم
وإذا صــالَ  كَبَّـــــــرَ المِــحْـرابُ

وإذا حَــزَّ نصلُـــــــــهُ عبقـــريٌّ 
 وإذا نَــزَّ  فالدمـــاءُ عقــــــــابُ

العــراقُ الـذي يعــزُّ عليـــــــــنا
 دجلــةٌ والفـــــراتُ و الأعـتــابُ

كربـلاءُ العتبــــــاتِ  والكاظميــة 
واصْطهاجُ  الخليجِ  عتـقٌ  مُـذابُ

والفُصـولُ المُزَنَّــــــراتُ  ظــلالاً 
 والرُقـى والعبـاءاتُ و الأَنْســابُ

فإذا ما  انْتخــاهُ  زغـــــــبٌ فَتـيٌّ
فَـزَّ مِنْ  هَيبـة الـــنخيلِ الجــوابُ

يا عراقُ النَهرينِ  فاشهدْ  علينــا 
 كُلنــا مُذْنـــــــبٌ وفـيكَ  الثــوابُ


هناك تعليق واحد:

لحن اللافندر يقول...

قصيدة رائعة جدا
هذا تجربة للتعليق

روان يوسف